وبعد ثورة 25 يناير، وتحديداً بعد رحيل مبارك يعاني عددا كبيرا من المصريين من إختفاء الحاكم، بل ويصيبهم هذا بالفزع لدرجة أنهم انقلبوا على الثورة وهاجموها، وبعضهم فقد الثقة في المستقبل ورأى نفسه تائها ضائعا، تماماً كما يصف شيوخ وقساوسة وكهنة الديانات هؤلاء الخارجين عن ملتهم.
وبظهور الجيش كبديل مثالي وحل عبقري لهؤلاء التائهين، بدأو فوزاً في تأليهه، في تنزيهه، في نسب الثورة إليه أحياناً أخرى، وقام الإعلام المصري بدوره في هذا على أكمل وجه، كخاطبة في البداية - توفق رأسين في الحلال - ثم باعطاء أجواء الألوهية قدسيتها.
ليصبح المجلس الاعلى العسكري خلال أيام معدودة يشبه مجلس آلهة الأوليمب بالنسبة للمصريين، الذين أفزعهم للغاية غضب الثوار من الجيش بعد واقعة الصعق الكهربائي والسحل في الشارع.
في وجهة نظر الاغلبية - أو حزب الكنبة كما وصفهم أحد الزملاء - أن الإله ان صعقك فأنت مخطىء، وان ضربك فأنت تستحق، وان اعتذر فأنت كافر لانك لم تقبل الاعتذار، وتناسى كل هؤلاء أن الجيش يستمد شرعية وجوده في الاساس بالشارع من ثورتنا الأبية ، خاصة بعد رحيل قائده الاعلى الملخوع.
أعزائي المسبحون بحمد إله يحكمكم، لا إله إلا الله، أعزائي الثوار قبلنا اعتذار الجيش - على الرغم من ركاكة اعتذاره والذي يشبه وعداً بشراء الشيكولاته للأطفال - ولكننا قررنا العودة للميدان والبقاء فيه إلى أن تتحقق كل مطالبنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اضف رد