يواصل الثوار ضغطهم، ويواصل النظام الفاسد تراجعه وانهياره، ويتنحى الرئيس يوم الجمعة 11 فبراير، ليتظاهر في القاهرة وحدها أكثر من 12 مليون مواطن، أغلبهم من تلك الأغلبية الصامتة المتعاطفة التي ترفض التغيير، ظناً منهم أن تنحي الرئيس هو نهاية المطاف، وأن الثوار سيعودون الى بيوتهم التي تركوها طيلة 18 يوما، وسيعود الجميع إلى عمله إيمانا بمبدأ " الريس اهو اتخلع... روح بيتك وخليك جدع".
يفاجىء الصامتون بعد ذلك باستمرار الثوار في التظاهر اسبوعياً، يوم الجمعة تحديداً لتحقيق بقية المطالب، وتقوم أثناء ذلك فلول جهاز أمن الدولة التي تعمل بطاقتها القصوى بثاراة الذعر العام بين تلك الأغلبية، عن طريق أعمال الشغب والبلطجة والاعتداءات والحرائق المتكررة، فلا يجد الصامتون سوى الثوار ليطالبوهم بالكف عن ثورتهم، يلعنونهم، يكرهونهم أكثر مما قبل، يرددون بصيغة ببغائية - نسبة الى الببغاء - أخبار تبثها دور نشر أمن الدولة، وشائعات مخيفة الى درجة السذاجة مثل اعتداء البلطجية على المدارس - ليسرقوا سندوتشات الأطفال حسب تعليق الأديب علاء الأسواني - ويواصل المتظاهرون عنادهم للمطالبة برحيل رئيس الوزراء أحمد شفيق.
فيبدأ الصامتون بعمل حملات لمساندة شفيق اسوة بما حدث من قبل مع مبارك، في سابقة هي الاولى من نوعها، أن يعرف أكثر من 20 مليون مصري اسم رئيس وزرائهم بل ويساندونه بكل طاقتهم لانه أسس مطارا جيداً - على حسب قولهم -.
وينجح الثوار في تحقيق مطالبهم ويرحل من عينه الرئيس المخلوع ووزارته التي لم يقسم نصفها اليمين أمام المجلس العسكري وكأنهم يعلنون انتمائهم للنظام السابق الذي أقسموا اليمين بين يديه، وسبحوا بحمده من قبل.
وسيظل الصامتون يواصلون مقاومة الثوار بناء على غياب وعي سياسي لأكثر من نصف قرن، واستجابة لألاعيب أمن الدولة الثعبانية، عملا بمبدأ " العيال بتوع التحرير دول خربوا البلد"
وسيظلون يندبون حال البلد، وكأن نتائج الثورة من المفروض أن تظهر خلال 3 أسابيع من رحيل الرئيس، وقبل سقوط بقية النظام - نتيجة الاعدادية بتتأخر عن كده - وكأن الثوار يحملون عصا سحرية ستجعل مصر أقوى دولة في العالم اقتصاديا خلال 3 أسابيع، والا يكونوا قد فشلوا فيما خرجوا له، لهذا يجب على الأخوة الصامتين الاعتصام بكل كرسي مريح في منازلهم، والعودة لاعمالهم والعمل بجدية، على ألا يتابعوا البرامج الاخبارية ولا برامج "التوك شو" لمدة لا تقل عن 6 شهور، متجاهلين أي نقاش حول الثورة، حتى يستريحوا ويريحونا.
والعام المقبل لنجلس سوياً لنتحدث عن المكاسب التي تحققت، والعام الذي يليه وهكذا، حتى تدركون ساعتها ان "الثوار مخربوش البلد".
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اضف رد