لا تريد الحاجة شادية من الدنيا سوي الستر .. والسترعندها هو أن يتركها الناس تعيش ايامها الباقية في سلام .. لقد استغنت عن الدنيا وزخرفها ـ وطلقت الاضواء بلا رجعة وتنازلت طواعية عن المجد والمال وصخب الحياة وزينتها.. أعرف أن أميرا عربيا من أباطرة المال أرسل إليها إعلامية شهيرة في يدها "شيكا علي بياض" أو مليون دولار نقدا مقابل أن تحضر حفل زفاف ابنة الأمير تحضره فقط ولمدة نصف ساعة دون أن تغني أو تجامل..
عليها فقط أن تلتقط صورا مع العروسين ومع كبار ضيوف الامير ليقال ان حفل زفاف ابنته شهد أول ظهور علني للفنانة الكبيرة المعتزلة وانه الوحيد الذي استطاع أن يخرجها من عزلتها واعتزالها .
إن كل النجوم – عربا أو أجانب – ينتظرون إشارة من يد الأمير عارفين أن إشارته تعني شيكات وسيارات وهدايا يسيل لها اللعاب ويعمل لها ألف حساب.
لكن شادية وحدها قالت : لا .. قالتها بحسم وبلا تردد ودون أن تعطي نفسها فرصة للتفكير.
ذهل الأمير ومازالت حاشيته تتكتم الخبر فلم يسبق أن قالت فنانة – مهما علا اسمها وحجمها – للأمير المتوج : "لا"!
زاهدة هي بصدق لم تتاجر بحجابها ولا باعتزالها ربما هي الوحيدة بين الفنانات المعتزلات التي لم تستجب لإغراءات الحياة وإدمان الشهرة .. غيرها استجاب بدرجات متفاوتة لم يبق سواها القابض ع الجمر دون أن تتزحزح قيد أنملة .
قررت أن تعيش في سلام في زهد كامل عن متاع الدنيا ولكن هناك من لا يريد لشادية هذا السلام وهذا الزهد هناك من قرر أن يقتحم عليها حياتها في جلافة ويهدد أمنها ويخرجها من عزلتها ويدخل بابها دون استئذان.
مطربة لبنانية كل مؤهلاتها شعرها الأشقر وجسمها البض وبشرتها البيضاء قررت أن تجسد حياة شادية وشخصيتها في مسلسل تليفزيوني .
سألوها : ولماذا شادية بالذات ؟ أجابت : لإن هناك أكثر من صديق لفت نظرها إلي إنها تشبه شادية في الملامح!
هذا كل ما تعرفه وما يربطها بشادية غير مدركة لتاريخ هذه الفنانة العظيمة، ولقيمتها ولدورها ولتاريخها فإذا ما عرفت أن الشبه بعيد بين شادية وبين تلك المطربة اللبنانية التي فعلت كل شىء في سبيل الشهرة ولم تحظ منها بشىء، وكل تاريخها الفني ينحصر وينحسر في فيلم يتيم فاشل اسمه "أخر كلام" هو في أحسن الأقوال فيلم مقاولات رشحها منتجه الحاج السبكي لبطولته، بسبب واضح واحد هو "اللحم الأبيض المستورد الذي يعجب جمهور السينما" وهو في معظمه من المراهقين الصغار.. ورغم ذلك سقط الفيلم سقوطا مدويا، لأن حتي هذا الجمهور المراهق اكتشف إنها ممثلة مفروضة ومصنوعة بلا أي موهبة حقيقية.
ولكن صاحبتنا لم تصدق ولم تستوعب فقررت أن تذهب إلي الشهرة من أوسع أبوابها حتى لو كانت علي حساب تاريخ وسمعة وقيمة فنانة مثل شادية.
ما أعرفه أن شادية نفسها رفضت من قبل مشروعات أعمال تتناول سيرتها الذاتية ذهبت إليها دلال عبد العزيز قبل أكثر من عشر سنوات طالبة الرضا والسماح وموافقة الحاجة شادية على مسلسل عن حياتها تقوم دلال ببطولته.. علي أن تقوم هي بمراجعة السيناريو والاشراف علي كل كبيرة وصغيرة .. بل تقديم مقابل مادي سخي لها شخصيا في سبيل الموافقة .. واعتذرت شادية بلباقة وشياكة.
بعد نجاح مسلسل "اسمهان" عادت التحركات من جديد وكنت شاهدا طرفا على محاولة قامت بها الفنانة الشابة بشري ذهبت لتطرق أبواب الحاجة شادية توسط أسرتها والمقربين منها .. ولم ترفض شادية بحسم هذه المرة بل طلبت تأجيل المشروع حتى لا يقال إنهم تذكروها بعد نجاح سيرة اسمهان واستثمارا لها .
سكتت بشري لكن مادلين مطر لم تسكت, بدأت في التجهيز لعمل درامي عن سيرة شادية وربما تبدأ فيه دون الرجوع لصاحبة الشأن وأن تخرج علينا في رمضان القادم بعمل مشوه تغتال فيه الحاجة شادية وسيرتها وتاريخها.
وإذا كانت فنانة سورية مغمورة قد أثارت استياء عشاق ليلي مراد في رمضان الماضي فالمتوقع أن فنانة لبنانية مغمورة تثير صدمة عشاق شادية في رمضان القادم فياعشاق شادية في كل مكان .. إمنعوا هذه الجريمة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اضف رد